الملخص
لقد شهد العقدين الحالي والسابق توسعاً سريعاً في كثير من دول العالم لخدمات وبرامج تعليم ذوي الاعاقة، ونتج هذا التطور لتفاعل مجموعة من العوامل يأتي في مقدمتها تزايد الوعي بأهمية تعليم هؤلاء الأطفال في المراحل الأولى من العمر في نمو وارتقاء الإنسان، وتضاعف الأهمية لدى ذوي الإعاقة، حيث أصبح من الضروري حصولهم على الخدمات التعليمية المناسبة لقدراتهم الخاصة والتي تختلف من طفل لأخر، والاعتراف المتزايد بأن هذه الفئة لهم حقوق في الحصول على فرص متساوية في التعليم مع أقرانهم من أجل تنميتهم وتطوير إمكاناتهم وقدراتهم.
فإن أطفالنا يتعلمون إذا اعتقدنا أنهم قادرون على التعلم، وأنهم يبدعون إذا حاولنا معرفة وإخراج طاقتهم الكامنة وحاولنا تعليمهم بالطرق المناسبة لهم كل حسب ما توفر لدية من قدرات وإمكانات والتي تختلف من طفل لآخر سواء كانوا أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة (موهوبين أو معاقين) والذين هم بحاجة ماسة للكشف المبكر لمساعدتهم قدر الإمكان على تخطي الكثير من المشاكل والتي قد تحد من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان، وتقديم البرامج التعليمية المناسبة.
وتعتبر فئة الأطفال ذوي الإعاقة، من الفئات العمرية التي تتميز بحساسية شديدة من حيث عدم وضوح معظم السمات والقدرات وبعض الإعاقات البسيطة مما يتطلب اكتشاف الإعاقة باستخدام الأدوات المناسبة ثم التدخل المبكر الذي يقلل من فرص تضخم الإعاقة لدى الطفل ويمكن وضع برامج متقدمة لمواجهة الإعاقة حسب نوعها، حيث يمتاز العصر الحالي بالتسارع التكنولوجي والتقني في شتى المجالات، لاسيما التعليم والتربية بصفة خاصة، وكما اتجهت الدول حول العالم إلى توظيف التقنيات الحديثة في التعليم، يتحتم على الدول العربية أن تواكب استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في مجال التعليم أيضاً، وكما يحظى الطلاب العاديين بفرص متنوعة ومتعددة للتعلم بشكل أكثر تطوراً وتجدداً، فإنه من حق الطلاب ذوي الإعاقة الحصول على فرص مماثلة في التعلم عبر توظيف التقنيات الحديثة أيضاً.
حيث يتمثل دور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تقديم الرؤى المستقبلية والخدمات والبرامج التعليمية الخاصة، والحلول الإبداعية المبتكرة لمشكلات التعليم، والتي تسهم في إعادة صياغة وتصميم المحتوى التعليمي المقدم لذوي الإعاقة بشكل يساعدهم في الحصول على المعلومة بسهولة ويس، وفي تقديم التطبيق والممارسة والتدريب والتجريب الفعلي من خلال الممارسات التربوية المتنوعة لتشكيل شخصيتهم وتنظيم تعلمهم واكسابهم للمعارف والمهارات الاجتماعية للتواصل بفاعلية، وتقديم الخدمات التعليمية التي تسعى إلى تنشيط قدراتهم العقلية وتأهيلهم حتى لا يتعرضوا لمشكلات نفسية وتربوية، ولكي يندمجوا في المجتمع ويصبحوا أفرادًا منتجين لا عبئًا على أسرهم ومجتمعهم، فيتم تعليمهم بالاعتماد على التقنيات الحديثة الملائمة لقدراتهم، والسعي لتحقيق أهداف وبرامج التربية الخاصة لكل فئة من ذوي الإعاقة في ضوء التقنيات المبتكرة، وهذا ما هدف إليه البحث الحالي.
محمد عاشور, أ.د/ شروق, & عبدالرؤف محمد عامر, د. ربيع. (2024). رؤية مقترحة لتطوير برامج تعليم ذوي الإعاقة في ضوء التقنيات المبتكرة. مجلة العلوم المتقدمة للصحة النفسية والتربية الخاصة, 3(.3), 292-315. doi: 10.21608/jasps.2024.388735
MLA
أ.د/ شروق محمد عاشور; د. ربيع عبدالرؤف محمد عامر. "رؤية مقترحة لتطوير برامج تعليم ذوي الإعاقة في ضوء التقنيات المبتكرة". مجلة العلوم المتقدمة للصحة النفسية والتربية الخاصة, 3, .3, 2024, 292-315. doi: 10.21608/jasps.2024.388735
HARVARD
محمد عاشور, أ.د/ شروق, عبدالرؤف محمد عامر, د. ربيع. (2024). 'رؤية مقترحة لتطوير برامج تعليم ذوي الإعاقة في ضوء التقنيات المبتكرة', مجلة العلوم المتقدمة للصحة النفسية والتربية الخاصة, 3(.3), pp. 292-315. doi: 10.21608/jasps.2024.388735
VANCOUVER
محمد عاشور, أ.د/ شروق, عبدالرؤف محمد عامر, د. ربيع. رؤية مقترحة لتطوير برامج تعليم ذوي الإعاقة في ضوء التقنيات المبتكرة. مجلة العلوم المتقدمة للصحة النفسية والتربية الخاصة, 2024; 3(.3): 292-315. doi: 10.21608/jasps.2024.388735